الرياض، المملكة العربية السعودية، 4 ديسمبر 2024م: اختتمت اليوم أعمال النسخة الرابعة من منتدى مبادرة السعودية الخضراء في المنطقة الخضراء بمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) التي تستضيفها العاصمة الرياض. وعلى مدار يومين، شهد المنتدى مشاركة 50 متحدثاً في 25 جلسة بحضور أكثر من 1,500 زائر من القطاعين العام والخاص. وأعلنت المملكة خلال المنتدى عن إطلاق خمس مبادرات جديدة بقيمة إجمالية تبلغ 225 مليون ريال سعودي (60 مليون دولار أمريكي)، وتوقيع 14 مذكرة تفاهم، إلى جانب إجراء نقاشات مثمرة بهدف تسريع وتيرة العمل المناخي والبيئي.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة، قد افتتح أعمال المنتدى، مسلطاً الضوء على آخر مستجدات التقدم المحرز في المملكة على صعيد الانتقال في قطاع الطاقة والدور الرئيسي للمرأة والشباب السعودي. وقال سموه خلال حديث مع الدكتورة أنجيلا ويلكنسون، الأمين العام والرئيس التنفيذي لمجلس الطاقة العالمي: "تتمتع المملكة بإمكانات كبيرة، ونود أن نواصل تسليط الضوء على التقدم المحرز، لا سيما في إطار مبادرة السعودية الخضراء. ونثق تماماً بأننا سنواصل الكشف عن إنجازات ومستهدفات ومنهجيات جديدة كل عام، ويسعدنا أن نقوم بذلك أمام العالم بأسره".
وشهد المنتدى مشاركة نخبة من قادة قطاع الطاقة، بما في ذلك الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال للطاقة باتريك بويانيه، الذي أكد على أهمية تحقيق التوازن بين الأمن والتكلفة والاستدامة (ثلاثية الطاقة) من خلال تبنّي نهج عملي يجمع بين الاعتماد على النفط والغاز ومصادر الطاقة المتجددة. وفي هذا الإطار، تسعى المملكة إلى زيادة سعات الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل إلى 130 جيجاوات بحلول عام 2030م، وقد تم تطوير وربط 6.2 جيجاوات من هذه السعات بالشبكة، في حين تم طرح مشاريع بسعة 20 جيجاوات خلال العام الجاري. ويبلغ إجمالي السعات الحالية تحت التطوير 44.2 جيجاوات، وهي كافية لتزويد أكثر من 7 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة.
وكشفت المملكة خلال المنتدى عن خمس مبادرات جديدة بقيمة إجمالية تبلغ 225 مليون ريال سعودي (60 مليون دولار)، وذلك بهدف تسريع وتيرة جهود التشجير. ومنذ إطلاق مبادرة السعودية الخضراء في عام 2021، نجحت المملكة في زراعة أكثر من 100 مليون شجرة واستصلاح 118 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، بما يفوق مساحة 165 ألف ملعب كرة قدم، الأمر الذي يسهم في تعزيز هدفها المتمثل في زراعة 10 مليارات شجرة ومكافحة التصحر.
وبالإضافة إلى ذلك، شهد المنتدى توقيع 14 مذكرة تفاهم في مجالات متنوعة، تشمل التقاط الكربون، وخفض الانبعاثات، وحلول الطهي النظيف، وتعزيز الأداء البيئي، في خطوة مهمة تعكس النهج التعاوني والشامل الذي تعتمده المملكة في مجال الاستدامة.
وشهدت فعاليات المنتدى تنظيم جلسة مخصصة تناولت "الإستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر"، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء -حفظه الله- صباح اليوم. وتقدم الإستراتيجية الجديدة إطار عمل وطني لحماية التنوع البيولوجي في البحر الأحمر ودعم جهود المملكة الهادفة إلى تطوير نموذج متقدم للاقتصاد الأزرق. وتعليقاً على إطلاق الإستراتيجية، قال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للبيئة الدكتور أسامة فقيها: "يمثل إطلاق الإستراتيجية خطوة طبيعية مهمة ضمن سياق وطني شامل، باعتبار أن التنمية المستدامة لا يمكن أن تتحقق دون مراعاة الجوانب البيئية". ومن جانبه، سلّط الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر "شمس" الدكتور خالد بن محمد الأصفهاني، الضوء على مشهد التنوع البيولوجي الفريد في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنه بالرغم من تغطية الشعب المرجانية لأقل من 0.2% من مساحة البحار والمحيطات، إلا أنها تحتضن 25% من الكائنات البحرية"، مشبّهاً البحر بدون شعب مرجانية، بالأرض بدون أشجار.
وصرّح معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء مبعوث شؤون المناخ الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن "استثمارات المملكة والتزاماتها بدعم أكثر من 85 مبادرة ومشروع تحت مظلة مبادرة السعودية الخضراء قد تخطت حدود 180 مليار دولار"، مؤكداً على النهج التعاوني الذي تعتمده المملكة والتزامها المستمر بتمويل المشاريع المناخية والبيئية، وتبادل الخبرات، وتقديم حلول عملية تسهم في تعزيز جهود العمل المناخي. وأضاف معاليه: "تؤكد المملكة على التزامها الراسخ بمساعدة ودعم الدول الأخرى في جهود التصدي للتحديات المناخية".
وأشادت مجموعة من الشخصيات العالمية البارزة في مجال الاستدامة بنهج المملكة الطموح وما تحرزه من تقدم مستمر على صعيد جهود العمل المناخي والبيئي تحت مظلة مبادرة السعودية الخضراء. وسلّط المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا، الضوء على الدور القيادي للمملكة، وقال: "يعكس شعار «بطبيعتنا نبادر» التزاماً راسخاً تُظهره المملكة من خلال إطلاق مبادرات طموحة واتخاذ إجراءات عملية". وبدوره، أشاد فخامة الرئيس السابق لجمهورية السنغال ماكي سال، بمبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، مؤكداً أن "القضايا البيئية الرئيسية تتطلب حلولاً مشتركة".